متطوعون يسعون لإنقاذ منتجعات التزلج الفرنسية من عواقب الاحترار المناخي
متطوعون يسعون لإنقاذ منتجعات التزلج الفرنسية من عواقب الاحترار المناخي
يسعى القائمون على منتجع التزلج الصغير "بلانوليه" في جبال شارتروز الفرنسية، للبقاء وسط تحديات الاحترار المناخي التي جعلت تساقط الثلوج غير منتظم وموسم التزلج قصيراً، وفي خطوة استثنائية، تولت جمعية "نوفيل تراس آن شارتروز" إدارة المنتجع لمدة خمس سنوات، معتمدة على جهود المتطوعين لإنقاذ النشاط السياحي.
أزمة التمويل
وذكرت وكالة "فرانس برس"، في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن منتجع بلانوليه الذي يقع على ارتفاع 1300 متر، يعاني من تقلّب تساقط الثلوج وموارد محدودة لإنتاجها، إذ يملك مدفعين فقط لصنع الثلج الصناعي، ودفعت هذه التحديات اتحاد البلديات المحلي للتخلي عن إدارته لصالح الجمعية، بهدف تقليل التكاليف والمحافظة على إمكانية التزلج.
دور المتطوعين
قدمت الجمعية نموذجاً مرناً يعتمد على تطوع السكان المحليين، وقال ميشال غاشون، أمين صندوق الجمعية: "أنجزنا 5400 ساعة تطوعية في الموسم الماضي، وحققنا دخلاً صافياً بنحو 13 ألف يورو خلال الأيام التي فتحنا فيها أبواب المنتجع".
يتلقى المتطوعون في فرنسا تدريباً مكثفاً لضمان تشغيل آمن للمصاعد وتقديم تجربة تزلج آمنة للزوار، وقال برونو كوتاف، أحد المشرفين: "لدينا هذا العام 36 متطوعاً، ونحتاج إلى أربعة منهم يومياً لتشغيل مصاعد التزلج".
مواجهة الأزمة
وأعربت المتطوعة مارين سيبيلا، وهي أم لأربعة أطفال، عن سعادتها بالمشاركة قائلة: "أريد أن يواصل أطفالي الاستمتاع بالتزلج هنا". فيما أكدت كاترين شوبان، معلمة ومتطوعة، أهمية المساهمة الجماعية: "إذا خصص الجميع بضعة أيام في الموسم، سنتمكن جميعاً من الاستمتاع بالتزلج".
رغم البداية الواعدة لهذا الموسم مع تساقط الثلوج، تدرك إدارة بلانوليه أن مستقبلها لا يمكن أن يعتمد فقط على التزلج، وقالت آن لانفان، رئيسة اتحاد البلديات: "علينا تنويع الأنشطة السياحية، لكن ذلك لا يعني إنهاء التزلج. سنواصل النشاط طالما كان ذلك ممكناً، لكننا نعمل على صياغة مستقبل أكثر شمولاً".
بينما تتوقف منتجعات صغيرة أخرى مثل "نوتردام دو بري" و"سين لي زالب" عن العمل، يقدم بلانوليه مثالاً فريداً عن التضامن المجتمعي والابتكار في مواجهة التحديات المناخية.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.